يظنها الغني مع الفقير ويحسبها الفقير مع الغني ,
يغبط العليل الصحيح عليها يظنها عنده,ويسأل الصحيح العليل عنها رغم ما هو فيه
يُخيل إليه أنها
استقرت بين يديه
احترنا جميعاً كيف نصل أليها ...
وان قدر لنا الوصل بعد جهد جهيد وعناءٍ شديد
ما أسرع أن نفترق ونتباعد عن بعصنا بعضاً...
ثم تبدءا رحلة العناء والبحث عنها من جديد هنا وهناك وهكذا تمر اللحظات والساعات والأيام والعمر
عبثاً ونحن نبحث ونفتش عن سعادتنا المفقودة .
والحقيقة التي جهلناها وتجاهلناها أن مشكلتنا معها ببساطه شديدة جداً
هي أننا مشينا في الطريق الخطاء لجلب السعادة,فبحثنا عن سعادتنا عند الآخرين وتركنا
الموطن الحقيقي الذي ينبغي علينا أن نبحث فيه عن السعادة وهو"أنفسنا" نعم
"أنفسنا" وحسب.
يقول الشيخ الطنطاوي رحمه الله في نهاية مقال عن السعادة مخاطباً
قراءه
"أيها القراء إنكم سعداء ولكن لا تدرون، سعداء إن عرفتم قدر
النعم التي تستمتعون بها، سعداء إن عرفتم نفوسكم وانتفعتم بالمخزون من قواها...
سعداء إن طلبتم السعادة من أنفسكم لا مما حولكم، سعداء إن كانت أفكاركم دائمًا مع
الله، فشكرتم كل نعمة، وصبرتم على كل بَلِيَّة، فكنتم رابحين في الحالين، ناجحين
في الحياتين"
صدقت يا شيخنا العزيز
فقد خارت قوانا ونحن نسير في الطريق الخطأ للبحث عن السعادة عند من
لايملكها.
واختم هذه الخاطرة بكلمات هي ايضاً لشيخنا الحبيب الطنطاوي عفر الله له:
"فيا سادة: إن الصحة والوقت
والعقل، كلُّ ذلك مال، وكلُّ ذلك من أسباب السعادة لمن شاء أن يسعد.
وملاك الأمر كلِّه ورأسه الإيمان، الإيمان يُشبع الجائع، ويُدفئ
المقرور، ويُغني الفقير، ويُسَلِّي المحزون، ويُقوِّي الضعيف، ويُسَخِّي الشحيح،
ويجعل للإنسان من وحشته أنسًا، ومن خيبته نُجحًا.
وأن تنظر إلى من هو دونك، فإنك مهما قَلَّ مُرَتَّبك، وساءت حالك
أحسن من آلاف البشر ممن لا يقلُّ عنك فهمًا وعلمًا، وحسبًا ونسبًا.
وأنت أحسن عيشة من عبد الملك بن مروان، وهارون الرشيد، وقد
كانا مَلِكَي الأرض.
فقد كانت لعبد الملك ضرس منخورة تؤلمه حتى ما ينام منها الليل، فلم
يكن يجد طبيبًا يحشوها، ويلبسها الذهب، وأنت تؤلمك ضرسك حتى يقوم في خدمتك الطبيب.
وكان الرشيد يسهر على الشموع، ويركب الدوابَّ والمحامل، وأنت تسهر
على الكهرباء، وتركب السيارة، وكانا يرحلان من دمشق إلى مكة في شهر، وأنت ترحل في
أيام أو ساعات"
وقبل الوداع
اسأل الله لي ولكم جميعاً سعادة لا تنقضي لحظاتها ابداً
موصولة بسعادة الأخره
الي اللقاء
0 التعليقات:
إرسال تعليق