التربيه بالقصة

خالد ابو عمر

يحب الاطفال بطبيعتهم القصص وسماعها والتفاعل معها والتعلم منها بشكل كبير جدا, فعندما نستمع للقصة يكون الانسان في أقصى حالات التركيز مع احداثها وشوق كبير لمعرفة نهايتها, لذلك اثر القصة في النفس اكبر من اثر المعلومة المجردة, ولأ اهميتها اذا تأملت القر

ان الكريم تجد ان ثلثه قصص وهو ما يدل على ذلك , واذا تأملت السنه النبوية المطهرة وجدتها ايضاً اهتمت بالقصة بشكل واضح جداً   والقصة تعتبر ماده تربوية مهمه تؤثر في سلوك الانسان ومعتقده, ويظل الانسان مهما كبر عمره يحتفظ بقصص سمعها في صغره لو سألته عنا لسردها لك سرداً كأنما سمعها في تلك اللحظة

ولقد قال علماؤنا (الحكايات جند من جنود الرحمن يثبت بها من يشاء) لذلك يجب علينا ان لا نغفل هذا الاسلوب الرائع والمؤثر والبسيط في تربية ابنائنا

خطابي هنا لكل مهتم بتربية ابناءه بصدق الباحث عن كل ما يعينه للوصول الي أفضل النتائج مع فلذات الاكباد لان التربية هي فن وعلم ومهاره

اهتم القران الكريم واهتمت السنه النبوية على صاحبها الصلاة والسلام بالقصة في مواطن كثيره ليبين لنا المولى تبارك وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم احداثاً وقعت في زمنها الماضي تحمل معاني ودلالات تربوية عميقه جدا تنفع في كل زمان, والمتأمل في قصص القران الكريم يجد ان منفعتها تتدرج حسب الاعمار كما ذكر الدكتور جاسم المطوع (أقترح على الوالدين مجموعة من القصص نستثمرها في توصيل قيم وأخلاق مهمة لأطفالنا، وهي (15) قصة اخترتها بعناية ودراسة بعد تجربتها على أبنائنا ورؤية نتائجها الإيجابية، علما بأن هذه القصص من القرآن والسنة وهما أهم مرجعين تربويين لتزكية النفس وتربيتها..

الطفل في مراحله الاولى من الولاده الي عمر تسع سنوات

يحب الحيوانات بطبيعته سواء بالنظر اليها او باللعب والحديث اليها او بالاستماع لقصصها، فيعيش القصة كأنه أحد ابطالها

وهنا تكون أفضل القصص من القران (قصة يونس عليه السلام والحوت) وفيها التركيز على فعل الخير ولفت انتباه الطفل ان الله هو المخلص للإنسان مهما تكالبت عليه المشاكل والهموم و(قصة موسى عليه السلام والحية) وفيها ان الصادق يغلب الكاذب حتى لوكان الكاذب يملك القوة والسلطة و(قصة سليمان عليه السلام والهدهد) وقد اشارت الي انقاذ الناس الذين لا يعبدون الله ودعوتهم الي عبادة الله وهو اساس الايمان والهدف من خلق الناس

ومن السنة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام لنفس المرحلة العمرية من الولادة الي تسع سنوات

(قصة خشبة المقترض) و(قصة الثلاثة الذين اغلقت عليهم الصخرة بالغار) و(قصة الاعمى والابرص والاقرع)

ففي الاولى قيمة حسن التوكل على الله ورد الأمانة والصدق في التعامل مع الاخرين. وفي الثانية التركيز على قيمة الاخلاص في العمل وان الله ينجي من يلجأ اليه وبركة بر الوالدين، اما الأخيرة ففيها قيمة ان الله يزيد الشاكر لنعمه ويحرم الجاحد

واما المرحله العمريه الاكبر من تسع سنوات

ثلاث قصص من السنه النبوية (قصة ابو هريره والشيطان) وفيها ان الله يحفظ الانسان من الشيطان وحبائله والثانية (قصة جرة الذهب) وفيها من القيم قيمة الصدق والأمانة والورع والثالثة (قصة قاتل 99 نفساً)وفيها ان باب التوبة مفتوح وان رحمة الله واسعه

ولمرحلة البلوغ

من القران الكريم قصتين عظيمتين الاولى (حاثة الافك) والثانية (قصة الثلاثة الذين خلفوا) وفيهما قيم عظيمه منها احترام الصحابة رضي الله عنهم وحسن الظن بهم وبالأخرين وان الصدق منجاة في الحياة الدنيا والاخرة

فهي دعوة لي ولكم لنبدأ من الان التربية بالقصة ففيها الخير الكثير لأبنائنا لترسيخ قيم التربية الصحيحة والمفيدة والنافعة لهم في دنياهم واخرتهم

اسأل الله لي ولك التوفيق والسداد

والي لقاء ان كان في العمر بقية