روائع مدينة الاحلام

الاثنين، 10 نوفمبر 2014

التصنيف:

مأساة الامة الكبرى


خالد ابو عمر

ذكرت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم "ايسيسكو" في بيان صادر يوم 7/11 ان نسبة الامية في العالم الاسلامي بلغت في صفوف الذكور 40% وبين صفوف النساء 65%   وذكرت المنظمة ان ارتفاع نسبة الامية كان ومازال العائق الرئيسي للتنمية والنهوض الاقتصادي لهذه البلدان.
كارثة كبرى ومأساة حقيقية ان يكون المسلمين هذا حالهم مع العلم والتعليم نصف المسلمين واكثر في امية وجهل .. لذلك لا نستغرب ان هذا واقعهم للأسف.
كنت اتمنى من المنظمة الموقرة ان تذكر لنا السبب الرئيسي والحقيقي في ارتفاع نسبة الامية التي تعني "الجهل" وسبب انتشارها والفشل المستمر في التغلب عليها في عالمنا الاسلامي هذا العالم الذي تحكمه تعاليم الاسلام التي اعتنت بالعلم عنايه لا ينكرها الاجاحد اومكابر, فأول ما نزل من القران على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كلمة "أقراء" قال تعالى": (اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم)
وقال سبحانه"(شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم)
وقال ايضا سبحانه (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)
ومما صح في السنة قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إنّ الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في جوف البحر يصلون على معلم الناس الخير) (الترمذي)
ويقول: (من يرد الله به خيراً يفقّه في الدين) (البخاري)
ويقول صلى الله عليه وسلم: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، سهّل الله له به طريقاً إلى الجنّة) (مسلم)
فنحن امة العلم والعلماء شهدت لنا الدنيا بأسرها حين كنا منارات تنير الدروب للناس جميعاً وليس للمسلمين فقط في عصور مضت سطر لنا التاريخ فصولها بحروف من نور.
ان ما يعيشه المسلمين اليوم من امية وجهل وتخلف وقهر وذل وهوان هو نتيجة طبيعية جداً وانعكاس حتمي لأسلوب ادارتهم من قبل حكامهم المستبدين، فمن المستحيل ان تنعم الامه بالخير في كل مناحي الحياة واولها ازدهار العلم والتعليم في ظل الاستبداد والظلم وانعدام التخطيط والرؤى الواضحة لمصلحة الشعوب ورفعتها.
ما الذي ترجوه الامة من حاكم يجمع لنفسه ويبني لنفسه ويحتكر العلم له ولمن حوله، ان مرض رفض ان يقدم له العلاج في مشافي بلاده التي هو بناها لانعدام ثقته فيها فيطير للخارج لتلقي العلاج في أرقي مشافي العالم، وشعبه يموت بأبسط الامراض.
وان اراد ان يعلم ابناءه ارسلهم لأرقى المدارس والجامعات في الخارج لأنه اعلم الناس بمستوى التعليم وتدنيه في وطنه الذي هو يحكمه.  
 ان تقدم الامم في العلم يعني انها ستتحرر وتتخلص من كل اسباب تخلفها وانحدارها، واول هذه الاسباب واهمها هم حكامها المستبدين، لذلك لا تتأملوا منهم ان يكونوا سبباً في نهاية أنفسهم بنشر العلم وقتل الامية ومحاربتها حتى يلج الجمل في سم الخياط.
صدق القائل "إنك لن تجني من الشوك العنب"
فعلى شعوب الامة ان تصحوا من سباتها وغفلتها وان تصنع مجدها بنفسها فوعي الامة هو الضمانة الحقيقية للتغيير والنهوض
"وارجوا ان يكون قريباً"








0 التعليقات:

إرسال تعليق