الدكتور محمد عمارة المفكر الاسلامي المعروف يكتب عن حرب 1967 وانعكاستها على المنطقة والامة الاسلاميه وكيف كانت
هذه الهزيمة سبباً في يقظة الامة وكانت هزيمة لنماذج التحديث الغربية، التي سوّقها الاستعمار والتغريب والمتغربون في العالم الإسلامي على امتداد قرنين من الزمان.
وقد كتب الدكنور قائلا :
"قد جرب المسلمون هذه النماذج، فلم يتعدّ تأثيرها عقول المتغربين، الذين ضُربت عقولهم في المصانع الفكرية الغربية للحداثة الغربية، هؤلاء الذين وصفهم جمال الدين الأفغاني (1254 - 1314 هـ ، 1838 - 1897م)، فقال: "إن المقلدين للتمدن الغربي إنما يشوهون وجه الأمة، ويضيعون ثروتها، ويحطون من شأنها، إنهم المنافذ لجيوش الغزاة، يمهدون لهم السبيل، ويفتحون لهم الأبواب"ّ.
وقد صدق الدكتور فيما ذهب الية فلم تجني الامة الا الخراب والدمار من هؤلا القوم الذين ارادوا من منها ان تتلبس الحضارة الغربية بكل ما فيها من سوء وبكل سلبياتها التي تتنافي مع ابسط القيم الاسلامية وتتنافى مع عادات وقيم شعوب المنطقة فلاهم استطاعوا الوصول الي مبتغاهم والا الامة استطاعة التخلص منهم ويستطر الدكتور قائلاً :
"لقد سادت -في هذا الواقع الإسلامي- "لعبة شد الحبل" التي لا غالب فيها ولا مغلوب، فلا الأمة مكنت المتغربين من تغريب عقولها ووجداناتها وواقعها، ولا المتغربون -الذين ملكهم الاستعمار مفاتيح المؤسسات السياسية والثقافية- مكنوا الأمة من بعث هويتها وتجديد ذاتيتها الإسلامية، والنهوض وفقا لمعاييرها، وهكذا امتد الصراع بين المغتربين والإسلاميين -على امتداد قرنين من الزمان- دون أن يتمكن أي من الفريقين من تحقيق ما يريده".
وعندها جاءت اللحظة الفارقة في حياة الامة كما يقول "لقد كانت هزيمة عام 1967م "اللحظة الفارقة" التي طوت فيها هذه الأمة الإسلامية صفحة هذه النماذج الغربية في التحديث، واستدارت تبحث عن ذاتها الإسلامية، وعن نموذجها الحضاري - الذي أفرزه الإسلام - طريقا للتقدم والنهوض.
ويشهد على هذه الحقيقة، أن هذا التحول قد امتد على نطاق عالم الإسلام، ولم يكن مقصورا على الساحة التي تمت فيها المواجهة العسكرية في يونيو عام 1967م.
وإذا شئنا أن نضرب مثلا بالواقع المصري في هذه التحولات، فإننا سنجد أن عقد السبعينيات من القرن العشرين قد شهد انتشار الجماعات الإسلامية، التي بدأت في الجامعات المصرية، ثم امتدت إلى مختلف شرائح المجتمع، لتتحول إلى "ظاهرة للإحياء الإسلامي" متعدية للحدود والقوميات".
ويستطرد قائلاً:"وفي ذات العقد، وضع -في مصر- دستور عام 1971م الذي أضاف إلى النص على أن دين الدولة هو الإسلام، أضاف أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي مصدر من مصادر التشريع، ثم جاء تعديل هذه المادة عام 1980م لتصبح مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، وهكذا بدأ التحول عن القبلة الغربية إلى قبلة الإسلام".
0 التعليقات:
إرسال تعليق