ايمان احمد شراب
عمرو: انظر يا جدي إلى هذا الحوت الضخم!
الجد: سبحان الله! إنه الحوت الأزرق، وهو أكبر حيوان على وجه الأرض يا عمرو.
عمرو: أتمنى رؤية هذا الحوت حقيقة وليس من خلال «التلفاز» فقط.
الجد: ألا تخشى أن يبتلعك كما فعل مع سيدنا يونس عليه السلام؟
عمرو: إذن مات سيدنا يونس في بطن الحوت؟!
الجد: لم يمت، لأن الله أمر الحوت أن يبتلعه دون أكله.
عمرو: وكيف ابتلعه؟
الجد: دعا يونس عليه السلام قومه إلى عبادة الله، لكنهم لم يستجيبوا وأتعبوه كثيراً، فتركهم غاضباً وتوجه نحو البحر ليسافر.
عمرو: قصة مثيرة! ماذا بعد؟
الجد: مرّت سفينة كبيرة، فركبها. وعندما صارت السفينة وسط البحر، مالت واضطربت.
لمعت عينا عمرو، واقترب من جده وسأل بشوق: وهل غرقت السفينة؟
الجد: لم تغرق لأن الله لا يريد لها أن تغرق. قرر المسافرون أن يرموا أحدهم في البحر حتى يخفِّفوا من حِمل السفينة؛ فأجرَوْا قرعة لإخراج هذا الشخص ورميه في البحر.
عمرو: وعلى مَن استقرت القرعة؟
- الجد: على سيدنا يونس عليه السلام! بل أجروا القرعة أكثر من مرة، لكنها كل مرة تكون على سيدنا يونس!
عمرو: وهل رموه في البحر؟
الجد: نعم، وكان راضياً بقدر الله صابراً.
عمرو: آه فهمت، جاء بعد ذلك الحوت وابتلعه.
الجد: صحيح، أمر الله هذا الحوت أن يقوم بذلك.
عمرو: لماذا يا جدي؟
الجد: لأن سيدنا يونس غادر قومه دون أن يأمره الله بذلك، فأراد الله أن يعلِّمه درساً في الصبر.. فهو نبي.
أخذ الحوت يتحرك ويسبح ويصعد وينزل، وفي بطنه حيث الظلام الشديد، أحسّ النبيّ بغلطته، فأخذ يستغفر ويدعو الله: «لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين»، وظلّ يكرِّرها حتى استجاب الله له، وتاب عنه، فأمر الحوتَ أن يذهب إلى الشاطئ ويُخرج النبي من بطنه.
عمرو: سبحان الله! لم يمت؟!
الجد: كان ضعيفاً جداً هزيلاً متعباً، فأنبت الله شجرة يقطين أكل سيدنا يونس منها وارتوى. ولما تحسّنت صحته عاد إلى قومه.
عمرو: كيف وجدهم؟ هل أخبرهم بما حدث له؟ هل سألوه أين كنت؟ هل سخروا منه؟
ضحك الجد وقال: صبراً يا حبيبي، لم يحدث شيئ مما تخيلتَهُ! المفاجأة أنّ سيدنا يونس وجد قومه، وعددهم مئة ألف وأكثر، وجدهم آمنوا بالله جميعاً كما أراد لهم نبيهم يونس عليه السلام.
المؤذِّن يؤذِّن لصلاة العشاء، يقوم الجَد ممسكاً بيد عمرو للوضوء والصلاة، وفي الطريق يخبر عمرو جده ماذا تعلّم من القصة، وكان ما تعلمه كثيراً.
0 التعليقات:
إرسال تعليق