خالد ابو عمر-
واهمٌ من يظن ان التغيير سيأتي بسهولة او بدون عناء اقصد التغيير "المجتمعي"، فلو نظر كل منا الي شخصه اذا قرر ان يغير عادة اعتادها او سلوك نشاء عليه لسبب او لأخر كم يحتاج من الوقت حتى يستطيع الفكاك من زنزانته التي هو فيها.
واهمٌ من يظن ان التغيير سيأتي بسهولة او بدون عناء اقصد التغيير "المجتمعي"، فلو نظر كل منا الي شخصه اذا قرر ان يغير عادة اعتادها او سلوك نشاء عليه لسبب او لأخر كم يحتاج من الوقت حتى يستطيع الفكاك من زنزانته التي هو فيها.
يعتاد بعض من الناس
شرب القهوة او الشاي كل صباح فاذا قدر انه في يوم من الايام تعذر علية شربها لسبب
من الاسباب تراه يشكو من تغير مزاجه بل وقد يشعر بالصداع والارهاق والاعياء
فاذا سألته: مالي
اراك اليوم على غير عادتك اجابك بكل سرعة انشغلت جداً ولم اتمكن من شرب القهوة المعتادة
كل صباح
مثل هذا الشعور سببه
العادة التي أصبح الانسان اسيراً لها دون ان يشعر لأنها اصبحت تصرفات تلقائيه يقوم
بها الشخص احياناً بدون تركيز او شعور منه
يقول الشيخ سلمان
العودة في كتابة الممتع "زنزانة" "انت في الخلاصة مجموعة من
العادات الهائلة الارادية وغير الارادية تعلم كيف تبني عادة وتهدم اخرى تعلم كيف
تحاول حتى المرة الالف او الالاف دون يأس"
وهي حقيقة لا مفر لنا
من الاعتراف بها ... حياتنا تتحكم فيها عادتنا وما جبلنا عليه وما اراده لنا من
يتحكم بنا لان العادة قد يكون منشأها المنزل وقد يكون المجتمع وقد تكون نتيجة
لسياسة من يحكمنا لأنه يريد لنا ان نكون كما هو يريد.
هذه حقائق اصبحت مقتنعاً
بها جداً "شخصياً" فلذلك لم اعد استغرب ان اجد في مجتمعي الذي اعيش فيه
من يستميت أن لا يكون حراً بل يستميت في الدفاع عن المستبد الظالم وان قناعته التي
لا يمكن ان يحيد عنها ان الحياة لا تصلح ولن تستقيم الا بهذا الاسلوب من الحكم
والحكام , قد يتبادر الي الاذهان ان سبب ذلك هو الجهل والامية التي نرزح تحتها منذ
قرون وهي سياسة مدروسة لكي يسهل التحكم بنا لكن كيف يمكن ان نفسر وجود هذا الشعور
عند كثير من المتعلمين واصحاب الشهادات العليا ومثقفي المجتمع لن نختلف انهم اصحاب مصالح شخصية انانيه نشؤا
وتعودوا عليها وعندها سنتفق انها العادة التي أعتادها هؤلاء من حب الذات والأنانية حتى
على حساب الاخرين للأسف.
ولذلك اصبحتُ أكثر
قناعة مما مضى انه لا يمكن احداث تغيير حقيقي وأعني به التغيير الذي يستمر ويدوم
وينجح بدون تغير قناعات الناس وعاداتهم السلبية المناهضة للتغير والحرية.
واصبحتُ أيضاً اكثر
قناعة مما مضى ان المجتمع الواعي هو الحامي والمدافع عن هذا التغيير اذا تغيرت عاداته
وقناعاته السلبية ..
فلا تستغربوا ان
تتراجع ثورات التغيير في بعض منعطفاتها لان السبب الرئيسي لذلك هو تمكن العادات
السلبية المناهضة للحرية والتغيير عند كثير من الناس استفاد منها اعداء الحرية
والنور
وهنا دعوة صادقة لا اصحاب
مشروع الحرية والتغيير ميدانكم الحقيقي هو الانطلاق بين الناس لتغيير كثير من
العادات السلبية التي نشؤا وتربوا عليها اراديا ولا ارادياً المعادية لمشروع
الحرية والانعتاق "ولنصبر ولا نيأس
لان اليأس خيانة"
0 التعليقات:
إرسال تعليق