روائع مدينة الاحلام

الأربعاء، 5 نوفمبر 2014

التصنيف:

ابليس أحمق القوم




أخبار العقلاء الذين وصفو بالحمق بسبب اعمال فاسده أصروا عليها مستصوبين لها فصاروا بذلك الاصرار حمقى ومغفلين

ذكر ابن الجوزي في كتابه الممتع "اخبار الحمقى والمغفلين":


أن على رأسه هذا الصنف "أبليس "فانه كان متعبدا مؤذنا للملائكة فظهر منه من الحمق والغفلة ما يزيد على كل مغفل فانه لما رأى آدم مخلوق من طين اضمر في نفسه لئن فضلت عليه لأهلكنه ولئن فضل علي لأعصينه ولو تدبر الامر لعلم انه كان الاختيار قد سبق لآدم لم يطق مغالبته ولكنه جهل القدر ونسى المقدار ثم لو وقف على هذه الحالة لكان الامر يحمل على الحسد ولكنه خرج الى الاعتراض على المالك بالتخطئة للحكمة فقال أرأيتك هذا الذي كرمت علي والمعنى لم كرمته ثم زعم انه أفضل من آدم بقوله خلقتني من نار وخلقته من طين ومجموع المندرج في كلامه أني أحكم من الحكيم وأعلم من العليم وأن الذي فعله من تقديم آدم ليس بصواب هذا وهو يعلم أن علمه مستفاد من العالم الاكبر فكأنه يقول يا من علمني أنا أعلم منك ويا من قدر تفضيل هذا علي ما فعلت صوابا فلما أعيته الحيل رضى باهلاك نفسه فأوثق عقد اصراره ثم أخذ يجتهد فيه اهلاك غيره ويقول لاغوينهم وجهله في قوله لاغوينهم من وجهين أحدهما انه اخرج ذلك مخرج القاصد لتأثر المعاقب له وجهل أن الحق سبحانه لا يتأثر ولا يؤذيه شىء ولا ينفعه لانه الغني بنفسه والثاني نسى أنهمن أريد حفظه لم يقدر على إغوائه ثم انتبه لذلك فقال إلا عبادك منهم المخلصين فإذا كان فعله لا يؤثر واضلاله لا يكون لمن قدرت له الهداية فقد ذهب علمه باطلا ثم رضى لخساسة همته بمدة يسيرة يعلم سرعة انقضائها فقال انظرني إلى يوم يبعثون وصارت لذته في ايقاع المعاصي بالذنب كأنه يغيظ بذلك ولجهله بالحق انه يتأثر ثم نسي قرب عقابه الدائم فلا غفلة كغفلته ولا جهالة كجهالته
فيا عظم خسارة ابليس حين تكبر على ربه فعصاه وأبى السجود لادم وقد امر بذلك مثواه الجحيم لان معصيته عن كبر وما اعظم خسارة المتكبرين .. ويا خسارة من دعاه ابليس فأجابه وصدق عدو الله فعصى ربه ما أعظم خسارته ان لم يسرع بالتوبة والرجوع بالندم والانكسار للملك الجبار
اللهم اعصمنا من ان نعصيك او ان نغفل عن ذكرك وشكرك 



0 التعليقات:

إرسال تعليق