روائع مدينة الاحلام

الأربعاء، 17 ديسمبر 2014

التصنيف:

7 مراحل للتربية الإيمانية لأبنائنا




للدكتور/ جاسم المطوع __

أمنية كل أب وأمّ أن يحافظ أبناؤهما على الصلاة وتكون علاقتهم بالله ورسوله قوية وأن ينجحوا في تربية أبنائهما إيمانيا ، ويبدأ الوالدان بحماس تربوي مع أول طفل ثم يضعف هذا الحماس تدريجيا حتى يفقدوا الأمل بهم تربويا.
بداية لا بد أن نحدد الهدف من التربية الإيمانية وما الذي نتمناه تربويا من أبنائنا ، فكل أب وأم يتمنى حرص الأبناء على الصلاة وأن يكون ضميرهم حيا مرتبطا بالله تعالى وأن يحافظوا على تلاوة القرآن والتخلق به ، ولكن حتى نحوّل هذه الأهداف الثلاثة إلى الواقع العملي التربوي فإننا لا بد أن نراعي المراحل السبعة للتربية الإيمانية وهي:
 أولا مرحلة ما قبل الزواج عندما يتم اختيار الزوجين ويكونان قد تلقيا تربية إيمانية سابقة فإننا نوفر الكثير من المعاناة التربوية للمستقبل ، والمرحلة الثانية مرحلة الطفل وهو جنين في بطن أمه فنجعله يكثر من سماع القرآن وعلى الوالدين أن يتعلما كيف يربيان الطفل القادم إيمانيا ، والمرحلة الثالثة من الولادة إلى عمرسنتين وهنا نحرص  أن يسمع والديه يكثران من ذكر الله ويشاهدهما يحافظان على الصلاة وقراءة القرآن في البيت بالإضافة إلى تحصينة بالأذكار كل يوم ، والمرحلة الرابعة تبدأ من سنتين إلى ست سنوات وهي أهم مرحلة وتسمى مرحلة التقليد فنركز على  حفظ القرآن والأناشيد والأدعية ونحببه بالله ورسوله من خلال ذكر القصص أثناء الطعام أو قبل النوم ، ثم تأتي المرحلة الخامسة وتبدأ من ستة إلى عشر سنوات ونشرح له فيها معنى العبودية وأن الإنسان هو عبد لله وأن الله خالقه وواجب على الإنسان شكر الله من خلال العبادات وفعل الطاعات ، ونذكره بالصلاة ونشجعه على الصيام ونحبب له القراءة ونختار له الصحبة الصالحة، والمرحلة السادسة من عشر سنوات إلى مرحلة البلوغ ويكون حينها الأطفال متعلقين بأصدقائهم أكثر فنؤكد لهم أن الله خير صديق وأن القرآن خير رفيق ونبينا محمد خير مصاحب ونحثهم على الصلاة ونتابعهم عليها ونذكر لهم قصص الصحابة الكرام ، ونتغاضى عن بعض الهفوات مع التوجيه والإرشاد بالرفق واللين ، ونشركهم في إخراج الزكاة ونذكرهم بالأخلاق الاجتماعية كبر الوالدين وصلة الأرحام واحترام الكبير والعطف على الصغير ونشرح لهم معاني أسماء الله تعالى ، أما المرحلة السابعة والأخيرة وهي ما بعد البلوغ فنحبب لهم العمرة ونستمر في تذكيرهم بالصلاة وإن راوغوا أو قصروا نعاملهم برفق حتى لا نكرّه الدين وأوامره إليهم ونتحدث معهم عن الابتلاء والحكمة منه ونربطهم بالله وقت المحن. 
فهذه هي المراحل السبعة بأفكارها التفصيلة وكل والدين لهما الحرية في اختيار أسلوب توصيل هذه المعاني لأبنائهما بالطريقة التي يحبها الأبناء ، كما يضاف لهذه المعاني معنى راق من معاني التربية الإيمانية وهو أن يعيش الإنسان كل لحظة مع الله فإذا رأى فقيرا تذكر نعم الله عليه ، وإذا رأى مبتلى تذكر لطف الله به ، وإذا رأى منظرا جميلا تذكر عظمة الله وإذا مرض استشعر معنى أن الله هو الشافي وهكذا.. وهذا معنى راق وأكثر عمقا إذا وصل إليه أبناؤنا فإنهم سيعيشون الآية الكريمة ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ).
إذن الأصل في التربية الإيمانية أن نوصل أبناءنا لمستوى الحرص على العبادات والأخلاق وهو المعنى العملي للتربية الإيمانية ، أما المعنى الآخر وهو الفكري فهو العيش مع الله تعالى في كل لحظة من تأمل وتدبر وتفكر وهي مرحلة متقدمة يصل إليها الإنسان بعد تجاوز المرحلة الأولى ، وكلا المرحلتين تعزز عندهم الضمير الحي واليقظ وهو الأساس في التربية الإيمانية فلو قصر أو أخطأ يرجع بذاته إلى الله تعالى وهذه هي ثمرة التربية الإيمانية.

ونبشر الوالدين أن التربية الإيمانية هي من أفضل الأعمال التي يتقربون بها إلى الله تعالى فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي العمل أفضل؟ فقال: "إيمان بالله ورسوله" قيل: ثم ماذا؟ قال: "الجهاد في سبيل الله" قيل: ثم ماذا؟ قال: "حج مبرور" فما يقوم بها الوالدان من جهد تربوي له ثواب عظيم وأجر كبير ومقدم علي الجهاد والحج وشهر رمضان فرصتنا لرسم أهدافنا في تربية أبنائنا إيمانيا.. 



0 التعليقات:

إرسال تعليق