روائع مدينة الاحلام

الاثنين، 15 ديسمبر 2014

التصنيف:

اي حضارة يدّعون


خالدأبوعمر __

حين حاولت بعض الشعوب العربية المغلوبة على امرها المسحوقة من ساستها وحكامها الطغاة المستبدين ان تنتفض لتزيح عن كاهلها ركام الذل والانبطاح والتخلف الذي غطاها لعقود من الزمن فسعت بكل جد ان تخرج رأسها من بين مخلفات السنين للتتنفس عبير الحرية الذي لم يصفوا حتى,وكانت تعتقد ان العالم المتحضر الذي يتغنى بالحرية والعدالة والديمقراطية وحقوق الانسان ليل نهار سيكون السند المتين والعون الحقيقي في معركتها الكبرى وثورتها العظيمة ضد المستبدين الظلمة وان هذا العالم الذي تنفس الحرية قبلها وذاق نعيمها وبهجتها لن يتوانى في تقديم الدعم السخي والحقيقي لها ليترجم ما يدعيه من مطالبات بتحرر الشعوب وتحولها الي الديمقراطية والحرية الي واقع عملي وليس كلاماً مستهلكاً ...
هنا كانت المفاجئة الكبرى التي حيرت كثيراً من العقول الواهمة في اوطاننا التي لم تعتقد للحظة ان تُخذل من هذا العالم الذي يدعي الحضارة ولا اعلم أي حضارة يدعيها لنفسه فبدل ان يعين هذه الشعوب اعان عليها وبدل ان يقدم لها الدعم قدم الدعم لجلاديها ليمعنوا في اذلالها وبدل ان يزيح ركام السنين عنها اثقلها بأكوام وأكوام من ركام الاستبداد والظلم كي لا تستطيع النهوض لسنوات وسنوات قادمة.
ان المتأمل لما يدور ويحصل في منطقتنا يرى بكل وضوح أي عداء يحمله لنا هذا العالم المتحضر ما عاد هذا الكلام نظرياً بل واقعاً معاشاً ان هذا العالم الذي يدعي القيم والمبادئ والدفاع عن حقوق الانسان عالم سيء اسود معتم في حقيقته لأنه لا ينظر الا لمصالحه فقط بكل ما تحمله هذه الجملة من معنى أي ان مصلحته لو اقتضت ان يقضي البشر أجمعين او ان يشرد من يشرد منهم و أن ترمل النساء وييتم الاطفال او تهدم البيوت على رؤوس اصحابها وتدمر اوطان بأكملها فأنه لن يكلف نفسه حتى الي النظر لما يحصل خلفه فالأمر لا يعنيه كل الذي يعنيه ان مصالحه لم تمس ولن تتأثر ....
تأمل حولك لترى ان الادلة على ذلك أكثر من ان تعد
وللتذكرة فقط ... لا اظن حراً يمكن ان ينسى فلسطين وشعبها الذي يرزح تحت اسوء احتلال عرفته البشرية منذ ان خُلق ادم عليه السلام تحت مرئ ومسمع بل ورضا ومباركة العالم الذي يصف نفسه بالمتحضر. أي حضارة تدعون ولأي عدالة تنادون يامن صدعتم رؤوسنا بحقوق الانسان وحرية الشعوب، أنتم لا تحملون لنا الا العداء الذي يظهره الله لنا في أقوالكم وأفعالكم وما تخفية صدوركم أكبر كما أخبرنا ربنا تبارك وتعالى ومن اصدق من الله حديثاً
وان ما يحصل اليوم في دول الربيع العربي من عبث منظم يقوده هؤلاء لإيقاف ثورات الحرية والتغيير في هذه الاوطان أكبر دليل على عدائهم المستحكم وحقدهم الدفين وعلى تأصل مفهوم صراع الحضارات في أنفسهم ضد الاخرين فهم لا يريدوا لغيرهم ان يتنفس عبق الحرية أو أن ينعم بالاستقرار والتقدم لأنهم على علم مؤكد ان حرية هذه الشعوب العربية المسلمة من أهم نتائجها ألمؤكدة  نهاية حضارتهم المزيفة وكشف القناع عن الوجه القبيح الذي يخبئونه خلف المطالبة بالديمقراطية والعدالة وحقوق الانسان لشعوب الأرض.
وليعلموا انهم أكبر الخاسرين حين ناصروا وساندوا الحكام الظلمة المستبدين واستعدوا الشعوب الحرة التي هي الاصل في معادلة البقاء والاستمرار....
نقول لهم ان ظننتم انكم ستوقفون عجلة التغيير فأنتم واهمون ان الشعوب الحرةالتي تنفست عبير الحرية ولو للحظات يستحيل ان تحيد عن طريقها ولو كلفها ذلك ما بقي من حياتها "فالموت بعزة خيرٌ ألف ألف مرة من الحياة بذلة".






0 التعليقات:

إرسال تعليق