و يجب ان نحذر من الذنوب والمعاصي فهي من أسباب زوال النعم الحاضرة، وتقطع النعم الواصلة، فتزيل الحاصل وتقطع الواصل، وقد جعل الله سبحانه لكل شيء سبباً وآفة تبطله، فجعل أسباب نعمه الجالبة لها: طاعته، وآفتها المانعة منها: معصيته، قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {الشورى:30}، وقال أيضاً: ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ{الأنفال:53}.
فأخبر سبحانه أنه لا يغير نعمته التي أنعم بها على أحد حتى يكون هو الذي تغير ما بنفسه، فيغير طاعة الله بمعصيته، وشكره بكفره، وأسباب رضاه بأسباب سخطه، فإذا غيَّر غُيِّر عليه، جزاءً وفاقاً، وما ربك بظلام للعبيد.
ويجب ان نعلم ايضا ان باب التوبة مفتوح، والله يفرح بتوبة عبده ويبدل سيئاته الماضية إلى حسنات، فلا تؤخر التوبة، فإن الموت يأتي فجأة، وعندها لا ينفع الندم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق