تعد الاحترام والإعجاب والمساواة والتشاركية والشفافية والثقة ركائز متينة وصلبة يُبنَي عليها الحب بين الأزواج الذين يتمتعون بعلاقة صحية.
فقبل عدة سنوات، تفرغ الطبيب النفسي مارك غولستون لتحديد ما إذا كان الأزواج السعداء يتشاركون بعض السمات. فقاده هذا السؤال إلى المزيد من التقصِّي، وإجراء دراسة، توصَّل من خلالها إلى أن أسعد الأزواج يتشاركون بعض العادات التي تجعلهم يعيشون حياة قوامها الرفاهية والانسجام.
قبل التبحّر أكثر في نتائج دراسة غولستون، من المهم توضيح أن الزوجين اللذان يعيشان حياةً متناغمةً ليسا بمنأى عن الصراع حول بعض القضايا. إذ أن الخلاف متأصِّل في أي علاقة، والاعتقاد بوجود أزواج لا يخوضون نقاشات أو ليس لديهم مشاكل تصورٌ سطحي جداً.
وما الانسجام والمحبة إلا حارسان مهمتهما جعل النقاشات تُجرى في مساحةٍ من الثقة، بهدفِ التعلم وتطوير العلاقة.
فيما يلي المبادئ التوجيهية التي خَلُصَت إليها دراسة غولستون، والتي يجدر بك الاطلاع عليها لتقييم حالة الرفاهية التي تتمتع بها علاقتك:
1- يذهبان إلى الفراش معًا
يذهب الأزواج السعداء إلى الفراش ليلاً في ذات الوقت، فيما عدا بعض الاستثناءات المبررة، مثل: انشغال أحدهما بأعمال متراكمة، أو مرضِ الآخر.السؤال المنطقي: لماذا ترغب في البقاء مستيقظًا بعد ذهاب شريكك إلى الفراش؟
2- يحترمون اهتماماتهم المشتركة
الهوايات أو الاهتمامات، إلى جانب المشروعات، المشتركة، هي أحد نقاط القوة في العلاقات المتينة بين الأزواج.كم عدد النشاطات التي تتشاركها مع شريك حياتك؟ ما هي الاهتمامات التي تجمعكما؟ كيف يمكنك تطوير المزيد من المشروعات المشتركة؟
3- يمشون بأيدٍ متعانقة
يوصي مارك غولستون أن يسير الأزواج وقد تعانقت أيديهم، إذ تشير هذه البادرة إلى الوحدة والمودة وتؤكد على الشعور بالرفقة.ما الذي يتطلبه الأمر لتصبح أقرب من شريك حياتك؟ مالذي سيحدث إذا اتبعت عادة تعانق اليدين أثناء السير؟
4- يركزون أكثر على الميزات بدلاً من الأخطاء
إذا كنتَ مصرًا على تتبع أخطاء شريك حياتك، أؤكد لك أنكَ ستعثر على بعضها. فإذا ركَّزتَ على إيجاد الصفات الإيجابية والفضائل، أؤكد لك أنكَّ ستجدها أيضًا.ما هي الجوانب التي تركز عليها؟ يؤكد غولستون أن الأزواج السعداء يبرزون الجانب الإيجابيّ.
5- يتعانقون عند اللقاء
غياب المداعبات والعناق في العلاقة يعتبر تجاهلاً عاطفيًا له تداعيات كبرى. متى كانت آخر مرة منحتَ شريكك قبلة عاطفية؟ كيف ترى تأثير زيادة الاتصال الجسدي على علاقتك؟
6- يثقون ويغفرون
التغافُر دواءٌ عظيم، يشفي ويُصلِح. يمنح راحة كبرى، ويمنع تدهور العلاقات. إذا أضفنا الثقة إلى التغافر، فإننا نتخلص من السخط الذي قد ينتج عن القضايا العالقة أو النقاشات التي لم ترسو على شاطئ الاتفاق.كم مرة تُركتَ وأنتَ تشعر بأنكَ لم تقل كل ما أردت خلال النقاش مع شريك حياتك؟ ما الذي تعتقد أنك بحاجة إلى تغييره في نفسك لتكون قادراً على الصَّفح بصدق؟ لماذا لا توجد ثقة في علاقتك؟
7- يقولون: "أحبك" و"أتمنى لك يومًا جيدًا”
يبدأ اليوم في المنزل مع الناس الذين نعيش معهم. إذا كنتَ تعلم أن بإمكانك الاعتماد على دعم شريك حياتك، فإن ذلك سوف يجعل المشكلات والتحديات والمضايقات اليومية تؤثر عليكَ بشكل مختلف.حافِظ على عادة التعبير عن أمنياتك بأن يحظى شريك حياتك بيومٍ جيد، وأخبره بأنك تحبه. متى كانت آخر مرة قلتَ له ذلك؟
8- يقولون: "ليلة سعيدة"
من المريح جدًا أن ينتهي كل يوم في المنزل بالشعور بأن علاقتنا من طرازٍ خاص. ما يتشاركه الزوجان السعيدان أكبر بكثير من أي حادث مثير للقلق، كما يؤكد غولستون.9- يتهاتفون أو يتبادلون الرسائل أثناء النهار
مهاتفة شريك حياتك، أو إرسال رسالة تسأل فيها عن أحواله يساعد في الحفاظ على علاقة يسودها الحب، ومد جسور التشاركية.كيف تعشر حين تصلك رسالة من شريك حياتك، في خضم وضعٍ صعب تمر به، يخبرك فيها بأنه يفتقدك، ويشعر بالسعادة لكونه معك؟
10- يفخرون بشركاء حياتهم
الإعجاب هو أحد الأعمدة الرئيسية للعلاقة السعيدة. ما هي أكثر الأشياء التي تعجبكَ في شريك حياتك؟ إلى أي مدى تحاول التعبير عن هذا الإعجاب؟إذا كانت حياتكما كشريكين مهمة حقًا بالنسبة لك، وتشعرت بأنكما تمران بفترة سيئة؛ أدعوك إلى اختيار واحدة من هذه العادات التي قرأتَها للتوّ، وتعهدها بالرعاية والنموّ. وأضمن أنها ستساعدكَ في التحسُّن، وأنها ستُخرِج أفضل ما فيك، وستقودك إلى إحداث تغييرات إيجابية في علاقتك.
ما تحتاجه فقط هو: قرار البدء، وامتلاك الرغبة في التوافق، حتى إذا لم تصل في البداية إلى نتائج إيجابية.. صدقني.
0 التعليقات:
إرسال تعليق