يقول الله تبارك وتعالى:
{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا}
{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ} للنفسه بارتكاب الذنوب والمعاصي{عَلَى يَدَيْهِ} تأسفا وتحسرا وحزنا وأسفا. {يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا} أي طريقا بالإيمان به وتصديقه واتباعه.
{يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا}
وهو الشيطان الإنسي أو الجني، {خَلِيلًا} أي: حبيبا مصافيا عاديت
أنصح الناس لي، وأبرهم بي وأرفقهم بي، وواليت أعدى عدو لي الذي لم تفدني
ولايته إلا الشقاء والخسار والخزي والبوار.
{لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي} حيث زين له ما هو عليه من الضلال بخدعه وتسويله. {وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا}
يزين له الباطل ويقبح له الحق، ويعده الأماني ثم يتخلى عنه ويتبرأ منه كما
قال لجميع أتباعه حين قضي الأمر، وفرغ الله من حساب الخلق {وَقَالَ
الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ
الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ
سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا
تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا
أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ
قَبْلُ} الآية.
فلينظر العبد لنفسه وقت الإمكان وليتدارك
الممكن قبل أن لا يمكن، وليوال من ولايته فيها سعادته وليعاد من تنفعه
عداوته وتضره صداقته. والله الموفق.
0 التعليقات:
إرسال تعليق