خالدأبوعمر--
الفرق بيننا وبين غيرنا من المجتمعات
اننا لا يمكن ان نعيش تحت سقف هذه المقولة التي اصبحت رائجة حتى في اوساطنا نحن
المسلمين للأسف "اهتم بذاتك، فكر بنفسك، استمتع بحياتك، عش يومك، قدر ذاتك، أنت
أولا "
كلمات صرنا نسمعها
كثيرا في البرامج التدريبية والمقالات والكتب فتحمس كثير من الناس لهذه العبارات
وعاشوا بحروف الكلمات لا بمعانيها فكانت النتائج مؤسفة جداَ والسبب انهم تخلوا عن التزاماتهم
الحياتية والاجتماعية من اجل اسعاد أنفسهم والاهتمام بها فقط حتى انه لم يعد للأخرين
قيمة في حياتهم
يقول احد الباحثين الاجتماعيين المعاصرين :دخلت
علي امرأة يوما تبكي بكاء مرا وتقول لي : لقد غيرت نمط حياتي بعد حضوري إحدى
الدورات التدريبية فقررت أن تكون نفسي هي رقم (1) في حياتي ، فغيرت صديقاتي وتركت
تربية أبنائي علي الخادمة وأهملت زوجي ومع هذا كله لم أشعر بالسعادة التي كنت
أنشدها ، فتعلق أبنائي بالخادمة وصار زوجي يبحث عن امرأة أخري واستمريت أجعل نفسي
أولا ولكني ما زلت لا أشعر بالراحة والسعادة ، وبعدها دخلت دورة ثانية لأعالج
مشكلتي وأغير نفسيتي لأكون سعيدة ، فتعلمت في الدورة أن أكافأ نفسي وأشرب القهوة
لوحدي وأعمل مساج لجسدي وأسافر لبلد لم أزورها من قبل ، وقد عملت كل هذا وما زلت
غير سعيدة فلا أعرف ماذا أفعل ؟
أن تعيش بهذا الاسلوب
وهذا النمط لا يمكن ان يتوافق او ينسجم مع مجتمع كمجتمعنا فنحن على عكس غيرنا
الذين يؤمنون بحياة واحدة فقط نحن نؤمن اننا نعيش في هذه الحياة الدنيا كمقدمة
لحياة اخروية سماها القران الكريم "دار الحيوان" اي الحياة الدائمة
والخالدة والباقية ولذلك فالمؤمن بهذه الحقيقة لا يمكن ان يعيش بهذا المنطق ويهمل
حقوق الاخرين "الوالدين والأهل والاخوان والاصدقاء "
فلابد لنا من معرفة هذه الحقيقة حتى نستطيع
الانتفاع من الحياة الدنيا للوصول الي ارفع منازل الأخرة
ولذلك علمنا رسولنا الكريم صلى الله علية وسلم
ثلاثية رائعة متوازنة للاستفادة من الحياة وهي " ان لربك عليك حقاً ولنفسك عليك حقاً ولأهلك عليك
حقاً" والاصل تحيق المعادلة بين العلاقات الثلاث
"العلاقة بالخالق والعلاقة بالمخلوق والعلاق بالذات"
فلنعطي لكل ذي حق حقة بتوازن حتى لا يطغى
جانب على جانب فيختل الميزان وتكون النتائج على غير ما نحب ونتمنى...
واخيراً فلنرجع لأنفسنا ولنخطط لدنيانا
واخرتنا ولنهتم بأنفسنا وصحتنا وايماننا وحتماً سنكون سعداء.
0 التعليقات:
إرسال تعليق